---

أقراص منع الحمل للرجال


«أقراص منع الحمل» ارتبطت بالمرأة وحدها ، فهي تستخدمها لتحديد النسل أو لتنظيم حياتها الإنجابية ، ودائماً ما يكون تناولها باتفاق مسبق بين الزوجين .

http://egypt.com/lifestyle/thumbnail.php?file=414245d70adbf6e55_947260738.jpg&size=article_medium

وقد تردد مؤخراً عن اقتراب علماء من اكتشاف أقراص منع الحمل للرجال ، تعمل على قتل الحيوانات المنوية قبل الوصول إلى الرحم ، وأنها ستكون في متناول الرجال خلال عام ‬2013 ، وقد قوبل الخبر بالكثير من التندر بين المصريين ، إذ وصفه البعض بأنه يمثل إهانة للرجل ، فيما تساءل آخرون هل يمكن لأحدنا أن يقول لأصدقائه «أنا تناولت قرص منع الحمل أمس؟!» .

طرحنا تفاصيل الخبر على بعض الأشخاص وكذلك الخبراء والأطباء والمختصين ، والتفاصيل في السطور التالية .

الأقراص الجديدة المتوقع طرحها في الأسواق ، رأى العلماء أنها مهمة جداً لمواجهة كثير من المشاكل التي صاحبت الزيادة السكنية الهائلة ، حيث تتحمل المرأة وحدها مسؤولية تحديد النسل أو تنفيذ الاتفاق مع الزوج بتأجيل الإنجاب ، وغالباً ما يفاجأ الزوج بحمل الزوجة تحت دعاوى النسيان ، وهو العذر الذي يرفضه الزوج تماماً في أغلب الأحيان ، وقد يتسبب في كثير من المشكلات الأسرية ، وهذا الابتكار قد يجعل المسؤولية مشتركة على الأقل .

أبدى محمد عبد الجابر ـ موظف ـ دهشته للتفكير في صنع أقراص لمنع الحمل للرجال ، وقال : كيف أذهب إلى الصيدلية وأطلب مثل هذه الأقراص إذا أصبح الأمر حقيقة ؟ ، ولماذا أستخدمها أصلاً ؟ فإذا أردنا أن ننظم النسل يكفي أن تستخدمها الزوجة ؛ لأنها هي التي تنجب .

أما نوح عبدالرحمن – ميكانيكي ، فقال : طالما أن النساء لديهن كل الوسائل لماذا أقراص للرجال ؟! وأضاف بالعامية : هؤلاء يريدون أن «يمسخرونا» في آخر عمرنا ، وأشار إلى أنه شخصياً لديه ‬5 أبناء ويريد زيادتهم إلى أي عدد ، ولذلك فهذه الأقراص لا تلزمه مطلقاً .

ولكن فوزي الصادق ، ويعمل مهندساً في مجال العقارات ، قال : إلى متى نفكر بعقلية قديمة ، لا بد من أن نواكب ما يحدث حولنا من تطور ، وأشار إلى أن الفكرة جيدة ، وستسهم كثيراً في تخفيف العبء على المرأة التي تعاني من استخدام الموانع وحدها ، واضاف ان الخطوة ستسهم في تقليل أعداد اللقطاء بصفة عامة ، خاصة أن أعدادهم تتزايد على مستوى العالم ، وأكد أنه إذا رأى يوماً أنه بالضرورة أن يستخدم هذا العقار فسيستخدمه دون تردد وليس سراً بل جهراً .

وتؤيده في رأيه دكتورة سميرة السيد والتي تحمل دكتوراه في الهندسة بقولها : أنا أؤيد هذا الرأي ، وأعتقد بأنه ليس مهيناً ولا يعبر عن مشكلة ، فإذا كان مهيناً للرجل ، فإن استخدام المرأة للموانع المختلفة أيضا إهانة لها ، وأضافت قائلة : لكني لا أنظر لهذا الموضوع من منظور المساواة أو تحمل مسؤولية مشتركة أو غيرها ، ولكن أنظر إليه من منطلق آخر وهو أن المرأة أحياناً تكون مريضة وتستخدم أنواعاً من الأدوية ، فلا يمكن أن تفرض عليها أيضا أن تستخدم هذه الأقراص التي قد تتعارض مع بعض الأدوية ، أو على الأقل غير قادرة على احتمال إضافة جديدة من الأقراص ، فأنا أنادي الرجال بأن يستقبلوا هذا الحدث بفرحة ، ليس من أجل النساء ، ولكن من أجل أنفسهم أولا .

ويرفض عبد المنعم محمود ـ موظف ـ مجرد الحديث حول الأمر ، ويقول : هذا عيب كبير ، والذي يفكر في استخدامها بالتأكيد مجنون ، وتساءل : طالما أن المرأة قادرة على استخدام هذا النوع من الموانع لماذا نحن ؟ ، خاصة أن المرأة مجربة ومدركة بأن الأقراص التي تستخدمها ليست لها آثار جانبية ولا تسبب أضراراً ، واستطرد : لو علم أصدقائي بأنني أستخدم هذه الأقراص سأغادر المنطقة إلى بلد آخر .

وتتدخل في الحديث «سهام.ع.م»، وتضيف : نحن تعبنا من تناول هذه الأقراص التي أحيانا تكون آثارها الجانبية سالبة بالنسبة لنا ، حتى ولو بشكل محدود ، ولذلك على الرجال بعد ذلك أن يتحملوا معنا هذه المسؤولية ، وفي ردها على سؤال : هل ستقولين لزوجك : تحمل مسؤولياتك ؟ قالت : نعم ، ولكن أدرك حساسية الموقف سأقول له بلطف أن يستخدم هذه الأقراص حتى ولو لفترة قصيرة .

إلا أن (فخري الحسن) موظف قال إنه لا يرفض المبدأ مطلقاً ، ولكن إذا احتجت يوماً لاستخدام الموانع فإن المدام هي المعنية بالأمر أكثر مني ، وإذا كانت هناك ظروف صحية أو أي أسباب تمنع المرأة من استخدام الموانع فيمكنني أن أستخدم هذه الأقراص ولكن عند الضرورة القصوى .

والغريب أنه رغم تواضع تعليمه وبساطته فقد رحب (ناصر الطريقي) بالفكرة تماماً ، وقال بالعامية المصرية ، و«مالو» وأكد بأنه أول واحد سيستخدمها ، وقال ناصر : لدي ‬6 أبناء أعاني في أكلهم وشربهم وتعليمهم ، وزوجتي دائماً ما ترفض الموانع وتقول إن كثرة الأبناء عزوة حسب تقاليد أهلها ، وهي فرصة أن أحل مشكلتي ، وتساءل فخري : هل نحن أفضل من كل رجال العالم ، وطالما كل الرجال يستخدمونها فأنا مثلهم ، ولا عيب في ذلك ، وضحك عندما سألناه ألا يخاف أن يعرف أصدقاؤه ؟ ، فرد قائلاً : «ولماذا أقول ، أنا أستخدمها في منزلي ولست بالضرورة أن أقول» .

الطريف عندما سألنا أمجد سمير تاجر ، إذا كان يريد أقراص منع الحمل للرجال ، نظر لنا جيدا وقال : «أنتم بتهزروا ولا إيه؟!» ، وعندما أكدنا له بأن الخبر صحيح وستكون هذه الأقراص قريباً في الأسواق ومن الممكن أن تطلب زوجتك منك استخدامها في بعض الأوقات ، أقسم بالله أن زوجته لو طلبت منه ذلك لن تبيت في بيته يوماً واحداً ، واستغرب ذلك كثيراً .

مجموعة من السيدات المثقفات أكدن سعادتهن بهذه الفكرة ، كما قالت راوية وتعمل محامية ، حيث تقول إن المرأة في كثير من الأحيان نتيجة كثافة العمل تنسى أن تستخدم أقراص منع الحمل ، وأحيانا البعض منهن يتعمدن النسيان ؛ لأن بعضهن غير مقتنعات بفكرة تأجيل الإنجاب أو تنظيم النسل ، إما بضغوط من أمهاتهن أو عناد منهن ، وهذه كثيراً ما تسبب مشاكل لا حصر لها بين الأزواج ، وأحياناً تصل إلى المحاكم في حالات تفاقمها وعلى الرجل أيضاً تحمل مسؤولياته .

أما صفاء م. ، وهي معيدة في الجامعة ، قالت : ما العيب أن يستخدم الرجل مثل هذه الأقراص ؟ وإذا انتشرت في الأسواق عليه أن يستخدمها مثلنا تماماً ، فما هي إلا مانع من الحمل ، واستغربت عقدة البعض من هذا الجانب .